التلون البنيوي للعين وظاهرة تيندال

0 Comments

هل تظن أن العيون الزرقاء تحوي خلايا ذات صباغ أزرق؟ وأن الخضراء تحوي صباغاً أخضر؟

اذا أعد التفكير!!

تدعى الحلقة الملونة حول بؤبؤ العين بالقزحية (أو الحدقة)، وتتألف من طبقتين من الخلايا. تدعى الطبقة الأمامية "ستروما" بينما تدعى الخلفية "الأيبيثيليوم أو الظهارة". الظهارة هي طبقة بسماكة خليتين وتحوي صباغاً بنياً غامقاً مائلاً للأسود. تلك البقع والخطوط التي تراها على قزحية عينك هي الظهارة. أما الستروما فهو نسيج متشابك رقيق من الألياف، بعضها يطوق القزحية وغالبها يكون بشكل شعاعي متجهاً إلى البؤبؤ. تنتشر الأوعية الدموية والأعصاب ضمن هذا النسيج المتشابك.

العين البنية

تحتوي الستروما في هذه الأعين تركيزاً عالياً من صباغ الميلانين والذي يمتص معظم الضوء الوارد، معطياً لوناً بنياً غامقاً (أو أسوداً).

العين البنية الفاتحة (اللون الأشهل)

تحوي تركيزاً متوسطاً من الميلانين، مما يكسب القزحية لوناً بنياً فاتحا مع بعض الأجزاء الخضراء والصفراء (حسب توزع تركيز الميلانين). بسبب هذا التركيز المتوسط من الميلانين يتبعثر جزء لا بأس به من الضوء إلى خارج من عين.

العين الخضراء

تحتوي الستروما في هذه الحالة كمية قليلة من الميلانين والذي يكسب القزحية لوناً بنياً فاتحا قريبا من اللون الأصفر. يمتزج الأصفر مع الازرق عادة ليعطي اللون الأخضر، لكن من أين يأتي الضوء الأزرق؟

يتولد اللون الأزرق في العين نتيجة ظاهرة تدعى تأثير تيندال (وهي الظاهرة التي تعطي السماء لونها الأزرق). تأثير تيندال هو تبعثر الضوء نتيجة جزيئات صغيرة تسبح في محلول سائل، حيث تتبعثر الأمواج الضوئية الأقصر (المائلة للون الأزرق) بشكل أكبر . تبعثر ألياف الستروما الضوء الوارد بنفس الطريقة.

إذن لايوجد صباغ أخضر في الأعين خضراء اللون، ولكن يتولد نتيجة تمازج الضوء الأزرق المتبعثر والمنعكس (نتيجة تأثير تيندال) مع الضوء الأصفر المنعكس عن الستروما منخفضة تركيز الميلانين.

العين الزرقاء

لا تحتوي الستروما في هذه الحالة أي ميلانين وبالتالي تكون شفافة حقيقةً، لكن تبعثر الضوء ضمنها وارتداده (تاثير تيندال) يولد لوناً أزرق.

وهذا هو السبب في أن لون العين الزرقاء أو الخضراء يتعلق بشدة ولون الضوء في المحيط (الغرفة مثلاً).

تدعى ظاهرة تلون المواد بلون معين (رغم عدم وجود أي صباغ فيها لذلك اللون) بالتلون البنيوي وهي ظاهرة رائعة. تعطي هذه الظاهرة اللون الأزرق لعدد من النباتات والحيوانات والحشرات.

العين الرمادية

وهي حالة محيرة ونادرة جداً. وهي حالة مشابهة للعين الزرقاء ولكن الستروما هنا تحوي كمية زائدة من البروتين الضام (الكولاجين). يتداخل تأثير الكولاجين مع تأثير تيندال مما يمنع ظهور اللون الأزرق بوضوح نتيجة انزياح طيف الضوء المتبعثر والمنعكس عن اللون الأزرق وبالتالي يظهر اللون الرمادي.

المصدر: https://goo.gl/zUlrzW

ترجمه للعربية: الأستاذ سراج يوسف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

جميع حقوق النشر محفوظة لموقع الفيزياء الإشعاعية والوقاية