5 أسباب لكون المعالجة الإشعاعية آمنة أكثر من قبل

0 Comments

خلاصة حوار مع د. إدوارد سوفن، طبيب أورام ومدير قسم معالجة الأورام في مركز فريهول للسرطان – نيوجيرسي، الولايات المتحدة الأمريكية.

إن هدف كل طبيب أورام هو استخدام الأشعة كأداة فعّالة للقضاء على الأورام السرطانية في الجسم، وهذه التقنيات المستخدمة تنقذ وتساعد بمد أعمار المرضى كل يوم.

طُعن بفعاليّة العلاج الإشعاعي سابقاً لما يسببه من أضرار في الأنسجة المحيطة بالورم، لكن التقنيات الحديثة خفّضت تلك الأضرار والمخاطر بشكل ملحوظ.

آلية عمل المعالجة الإشعاعية

يقتل الإشعاع عالي الطاقة الخلايا السرطانية بتدمير شرائط الحمض النووي DNA. ولتحقيق هذه الغاية تستخدم الأشعة المولدة من آلة (كحزم الأشعة السينية والبروتونات) أو وضع مادة مشعة ضمن الجسم بجانب الخلايا الورميّة أو بحقن سائل مشع في الدم مباشرة. ويخضع المريض للمعالجة الإشعاعية قبل/بعد الجراحة و/أو المعالجة الكيميائية، وذلك بحسب نوع وتموضع ومرحلة السرطان. إنّ وسائل المعالجة الإشعاعية المتوفرة اليوم توجّه الحزمة الإشعاعية نحو الورم بدقّة أكبر وسرعة أقل مما يختصر مدة المعالجة الإشعاعية بشكل عام.

يتشارك الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية عبر الأنترنت ملايين الحالات والحسابات والخوارزميات المفصلة اللازمة لتحديد أنجع طرق المعالجة لكل مريض، فيقوم الأطباء بعرض الحالة المرضية والاقتراحات للمعالجة المثالية، مما يعود بالفائدة للمريض بلا شك من خلال تبادل الخبرات.

الأسباب التالية تؤكد أن المعالجة الإشعاعية لم تكن بمستوى الأمان التي هي عليه الآن:

1- سرطان الثدي، رأساً على عقب!

إذا استلقت المريضة ووجهها للأسفل أثناء المعالجة الإشعاعية لسرطان الثدي، تكون الحزمة الإشعاعية بعيدة عن القلب والرئتين.

وجدت دراسة حديثة استخدمت الوضعية الجديدة، أنه تم تخفيض 86% من تعرض الرئة عند معالجة الثدي الأيمن، و91% عند معالجة الثدي الأيسر، بالإضافة إلى أنّ الوضعية الجديدة لا تؤثر على فعاليّة المعالجة الإشعاعية.

2- سرطان البروستات، جل مُباعِد!

تعطى جرعة إشعاعية للبروستات لتدمير الخلايا الورمية دون أن يؤثر ذلك سلباً على صحة المريض.

سيستخدم قريباً جل لإنقاص سميّة (التأثير على النسج السليمة المحيطة) الحزم الإشعاعية للمستقيم. يُحقن الجل القابل للامتصاص بطبيعته بواسطة إبرة بين البروستات والمستقيم، مما يدفع المستقيم بعيداً عن البروستات خلال المعالجة. وبالتالي تنخفض جرعة المستقيم وتقل الأضرار الجانبية المزعجة جداً للمريض كالقروح في الأمعاء.

3- تطوير دقة التصوير المستمر

يستخدم موجه الصورة في المعالجة الإشعاعية (IGRT) برامج حاسوب متخصصة لالتقاط صور مستمرة للورم قبل وأثناء المعالجة الإشعاعية، مما يحسن دقة وصحة المعالجة. يمكن للورم أن يتحرك يوماً بعد يوم أو ينكمش خلال المعالجة. ويسمح تتبع مكان الورم في الجسم كل يوم لاستهداف أكثر دقة وهامش خطأ أضيق عند توجيه حزمة الأشعة. وهي عملية فعّالة جداً خاصة عند معالجة الأورام في المناطق المتحركة، مثل الرئة والثدي والجهاز الهضمي والرأس والرقبة والبروستات.

في الحقيقة يمكن أن يتحرك البروستات بضعة مليمترات كل يوم اعتماداً على كمية السوائل في المثانة والبراز أو الغاز في المستقيم. كما يمكن لسرطانات الرأس والعنق أن تنكمش بشكل كبير خلال فترة المعالجة، مما يسمح بتكييف تخطيط المعالجة (تغيير الحزم أثناء العلاج)، وذلك أيضاً لتقليل سميّة الإشعاع والأعراض الجانبية على المدى الطويل.

4- معالجة أقل للرئة والكبد والعمود الفقري

تجسيم كيان المعالجة الإشعاعية (SBRT) يقدم نهجاً أحدث للسرطانات صعبة العلاج، الموجودة في الرئة والكبد والعمود الفقري، وذلك بتقديم جرعة عالية من الإشعاع بسرعة كبيرة مع عدد أقل من الجلسات. تتطلب المعالجة الإشعاعية التقليدية 30 جلسة على مدى ستة أسابيع، بينما SBRT حوالي ثلاثة إلى خمسة جلسات علاجية خلال أسبوع واحد فقط. يتم التعامل مع سرطان من منظور ثلاثي البعد بزوايا وسطوح متعددة.

بتوجيه الحزمة الإشعاعية نحو الورم ومن زوايا مختلفة يتلقى جرعة عالية جداً بعكس النسج السليمة المحيطة به بسبب تغيير زاوية التعريض وبالتالي جرعة أقل للنسيج السليم، بينما جرعة عالية للورم عند جمع كل الجرعات (المتقاطعة في الورم) من كل الزوايا والسطوح، مما يدمر الخلايا السرطانية.

5- وصول أفضل للأورام صعبة التموضع

يمكن باستخدام حزمة البروتونات إعطاء الجرعة الإشعاعية المحددة للقضاء على الورم وبجرعات أقل للأنسجة السليمة المحيطة، اعتماداً على مكان الورم. وهي طريقة فعّالة خاصة عند استعمالها بدل الجراحة في مناطق يصعب الوصول إليها، وعلاج الأورام التي لا تستجيب للعلاج الكيميائي، أو الحالات التي يؤدي فيها العلاج بحزم الفوتونات لأضرار كبيرة بالأنسجة المحيطة. وببساطة يمكن إيقاف البروتونات تماماً وفقد كامل طاقتها في الورم (على عكس الأشعة السينية). وأحد استخداماتها الشائعة علاج سرطان البروستات.

إن المعالجة بالبروتونات خيارٌ جيد للأورام الصغيرة في المناطق الصعبة والحساسة (كقاعدة الدماغ)، دون أن يؤثر ذلك على الأعصاب الحساسة مثل أعصاب الرؤية أو السمع. ولعل التطبيق الأكثر فعالية لهذه المعالجة مع الأطفال.

تنقسم نسج الأطفال بسرعة، ولحزمة البروتونات إمكانية جيدة لخفض السميّة الإشعاعية لدى الأطفال المرضى. كما يحافظ الأطفال المعالجين بحزم البروتونات على الوظيفة العصبية الطبيعية بشكل أكبر، وكذلك وظيفة الرئة ووظيفة القلب والخصوبة.

الخلاصة

بينما سيصاب أكثر من 1.6 مليون أمريكي بالسرطان في عام 2015، ستزيد طرق المعالجة الإشعاعية المذكورة أعلاه أعداد الناجين. في كانون الثاني/يناير 2014 كان هناك 14.5 مليون أمريكي تقريباً معافى من السرطان، وبحلول عام 2024 يُتوقع أن يصل العدد إلى 19 مليون.

وبرغم أن العلاج الإشعاعي أحد أقوى الأدوات المستخدمة للتغلب على السرطان إلا أنه لم يُتوصل بعد إلى الحالة التي تنعدم فيها الأخطاء تماماً.

ترجمة وإعداد: سامر عبد الرزاق بكر

المصدر: livescience

الوسوم:, , , , ,

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

جميع حقوق النشر محفوظة لموقع الفيزياء الإشعاعية والوقاية