كيف تقي نفسك من السقط الإشعاعي بعد هجوم نووي على مدينتك؟

0 Comments

إن اندلاع حرب نووية ممكنٌ طبعاً في ظل وجود تسعِ دولٍ نووية (تملك السلاح النووي) في العالم وهي: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل، أو ممكن أن تتم سرقة رؤوس نووية من قبل إرهابيين وتهديد مدن أو دول بأكملها، كما حدث في فيلم Terminator بطولة الإنكليزي كريستيان بيل والأسترالي سام وورثن تون أو فيلم The Peacemaker بطولة الأمريكي جورج كلوني والأسترالية نيكول كيدمان.

فهل لديك خطة للنجاة من سيناريو هجوم نووي محتمل؟ وكم ينبغي عليك الاختباء وأين لتلافي التعرض للأشعة الناجمة عن السقط الجوي بعد الانفجار؟ وما هي الإجراءات البسيطة والفعّالة التي يمكننا تطبيقها نحن كأفراد عاديين غير خبراء بالوقاية الإشعاعية، دون إلمام منا أيضاً بتفاصيل الهجوم النووي وحجم القنبلة والمادة المتفجرة أو سرعة الرياح واتجاهها.

إن الإجراءات التي نحن بصدد سردها يمكن تطبيقها في حالة هجوم نووي بقنبلة متوسطة الحجم (1 كيلو طن إلى 10 كيلو طن) أي أنها أصغر من قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، أي أننا نناقش هجوماً غير مدمر تماماً للمدينة. إن الأشخاص الموجودين على بعد حوالي 1 كم من الانفجار هم الأكثر تعرضاً للإشعاع والإصابة بالحروق الإشعاعية أما السقط والتلوث الإشعاعي يمتد من 12 إلى 25 كم تقريباً.

ماذا تفعل بعد التفجير النووي؟

1. إذا ما رأيت ضوءً ساطعاً لا تقف بجانب النافذة لأنها من الممكن أن تتحطم بأي لحظة تكون بقربها مما قد يعرضك للخطر، وكما يسبق البرق (الضوء) الرعد (الصوت) في العواصف كذلك الإشعاع يسبق موجة الضغط الناتجة عن الانفجار. وكذلك يجب أن تحذر من السقط الإشعاعي بعد التفجير، ليس بالضرورة أن تجد ملجأً مخصصاً للسقط الإشعاعي ولكن يجب أن تميز بين الأبنية التي تقيك من السقط من غيرها. بعد حوالي 30 دقيقة من الإنفجار يذهب الإشعاع الأولي ويبقى الخطر متمثلاً بالغبار الذري المتساقط في المناطق المحيطة.
2. إذا علمت بوجود مبنى محصن بالقرب منك (على بعد 15 دقيقة) فغادر إليه بعد 30 دقيقة من الانفجار (ليتلاشى الإشعاع الأولي).
3. احرص على تنظيف نفسك من أي غبار عند الدخول إلى المبنى.
4. حاول أن تبقى على أبعد مسافة ممكنة من السقط الإشعاعي.
5. ابحث عن أشياء ثقيلة وسميكة أو جدران إسمنتية أو كمية كبيرة من الكتب أو حفرة في الأرض لتختبئ فيها فترة من الزمن. الأفضل أن تنزل إلى القبو أو أدنى مكان في المبنى.

فكر بأماكن مناسبة (ملاجئ) لتلك الكارثة في مدينتك. أيها أقرب إلى منزلك أو عملك؟ هل هناك محطة قطار قريبة أو مكتبة ذات جدران سميكة ورفوفاً كثيرة من الكتب أو مبنى كبير فيه العديد من الغرف الداخلية (جدران كثيرة). ضع باعتبارك أن الحركة المرورية قد تتعطل لذلك لا تعتمد على السيارة بالتنقل، وضع خططاً لتلافي مثل تلك العقبات كالبحث عن مكان قريب يمكن الوصول إليه بالدراجة أو سيراً على الأقدام.

وعندها يبرز السؤال: كم يجب أن تلبث في ذلك الملجأ حتى تخرج بأمان؟

نرى في الأفلام السينمائية كثيراً من السيناريوهات السخيفة كخروج بطل الفيلم بعد عدة دقائق من الإنفجار النووي أو أن يبقى الناس تحت الأرض لقرون في ملاجئ مجهزة لحماية من فيها عند تدمير الأرض.

إن أفضل رهان لك في تلك الحالة هو ان تبقى في مكانك حتى يأتي عمال الطوارئ إليك للمساعدة، يجدر بنا الإشارة إلى أننا بصدد مناقشة هجوم بقنبلة نووية متوسطة وليست تلك القنبلة التي تدمر أمماً بأكملها وتحرق أبنيتها وتبخر أجساد سكانها، حيث يستحيل وصول عمال الطوارئ عندها (إن بقوا على قيد الحياة).

لا بد أن يأتي أحد للمساعدة ولكن إن لم يحصل ذلك، يمكنك الخروج بعد مدة لا تقل عن 12 ساعة، ولكن حاول الانتظار قدر المستطاع لأن خروجك سيعرضك للإشعاع دون شك.

لماذا ينبغي عليك الجلوس مدة من الزمن في الملجأ قبل الخروج؟

لأن الخطر الأكبر يكون في الفترة الأولى من الانفجار حيث لا تلبث ذرات الغبار المشع إلا أن تسقط على الأرض سريعاً (ساعات بعد الانفجار) ملوثة كل ما هو على سطح الأرض، كما أن هذا الإشعاع يكون مركزاً في المنطقة المحيطة القريبة من مركز الانفجار وطبعاً يعتمد توزع الغبار الإشعاعي على اتجاه الرياح وشدتها. 

تحتاج ذرات الغبار الأثقل إلى ساعاتٍ فقط لتترسب، ويؤدي التعرض لها إلى أمراض إشعاعية فورية كالإقياء والدوار أو خلل بالجهاز التنفسي والدموي ثم الموت وذلك تبعا لمدة التعرض والجرعة المقترفة.

قد لا يحمي الاختباء في الملجأ من الإصابة بالسرطان في المستقبل لكنه يقي من الموت الفوري إثر التعرض الحاد للإشعاع. ليس السقط الإشعاعي سحراً أو شبحاً يجول في كل مكان بعد التفجير بل سيكون هناك مناطق ملوثة محيطة بمكان الانفجار يحددها الخبراء والمؤهلون وعمال الطوارئ، اللذين سيزودن الجمهور بالمعلومات الضرورية للخروج من منطقة الخطر.

تبقى الذرات الصغيرة من الغبار الإشعاعي معلقة في الهواء لفترة أطول فتحملها الرياح (بحسب سرعتها) إلى مسافات بعيدة، ولكن هذه الذرات الصغيرة لن تسبب الأمراض الإشعاعية الحادة التي تسببها الذرات الثقيلة.

ترجمة وإعداد: سامر عبد الرزاق بكر

10246710_501663716612181_667299611291220883_n

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

جميع حقوق النشر محفوظة لموقع الفيزياء الإشعاعية والوقاية